• Prof. Dr. Sönmez Kutlu
    • Prof. Dr. Sönmez Kutlu

Üyelik Girişi
Başlıklar
Site Haritası
Onat Kitaplığı
   

Hasan Onat Kitaplığı
Hazırlayan Prof. Dr. Sönmez Kutlu


Sorularla İslam Mezhepleri
Yazar: Prof. Dr. Hasan Onat
Hazırlayan: Prof. Dr. Sönmez Kutlu


İslam Bilimlerinde Yöntem
 Prof. Dr. Hasan Onat
  Prof. Dr. Sönmez Kutlu


Din Anlayışımız Üzerine Denemeler
Yazar: Prof. Dr. Hasan Onat
Hazırlayan: Prof. Dr. Osman Aydınlı



Küreselleşme Din ve Terör
Yazar: Prof. Dr. Hasan Onat
Hazırlayan: Prof. Dr. Sönmez Kutlu


Alevilik Kızılbaşlık Bekataşilik
Yazar: Prof. Dr. Hasan Onat
Hazırlayan: Prof. Dr. Sönmez Kutlu ve Prof. Dr. Ömer Faruk Teber


Din İnsan ve Anlam Arayışı
Yazar: Prof. Dr. Hasan Onat
Hazırlayan: Dr. Betül Yurtalan


Aforizmalar
Toprak Tohum ve Kökler
Yazar: Prof. Dr. Hasan Onat
Hazırlayan: Dr. Fatıma Nur Demir


İslam'ın Akılcı Yorumu
Prof. Dr. Hasan Onat
Hazırlayan: Prof. Dr. Sönmez Kutlu 

الراديكالية السلفية في عالم العولمة

  

                                                                                                      
مسئلة السلفية  نوقشت بين علماء الاجتماع وعلماء السياسة وبين المؤرخين والباحثين في الشؤون المتعلقة بالمذاهب من أكثر المواضيع التي تمت مناقشتها والبحث فيها. وكان لهؤلاء توجيهات ومعاني مختلفة لمفهوم السلفية. ومع ذلك فإن البحوث التي تمت في هذا المجال لم تكن كافية في تفسير هذه الأيديولوجية الدينية والسياسية. ولهذا السبب فإن الأبعاد الدينية والسياسية والإجتماعية والثقافية والإنسانية لمفهوم السلفية إلى الآن لم يتم تسليط الضوء عليها.
إن مصادر تاريخ المذاهب الإسلامية لا تشير إلى كون السلفية مذهباً مستقلاً ولا أنه فرع من فروع أهل السنة. ومع ذلك فإن العاملين على تصنيف المذاهب وفرق أهل السنة لم يرد في مصادرهم الحديث عن مذهب أو فرقة بهذا المسمى. لذلك فإن من الأخطاء الشائعة اعتبار السلفية فرع من فروع أهل السنة عند بعض دراسات علم الكلام. وفي أيامنا نجد أن بعض من يرغب في مواصلة هذا التقليد في اعتبار السلفية من أهل السنة، واعتمادهم لهذا النهج دون أي نقد؛ فإن البعض منهم يريد الحفاظ على هذا الموقف بسبب تعاطفه مع السلفية. لذلك فقد انعكس هذا النهج فيما تم كتابته في الموسوعات من مقالات بهذا الخصوص، حملت في طياتها خلطاً تاماً بين المفاهيم.
إن تحديد تلك الانعكاسات و تظاهرات لممثلي عقلانية التقليدية-الاثرية التي تمثل وريداً قوياً في الفكر الإسلامي في العملية التاريخية مع مفهوم السلفية سيسبب في البداية العديد من المشاكل. حيث أن أولئك الذين يستخدمون اللقب السلفي لأنفسهم اليوم لا يقبلون جميع الأجيال الثلاثة الأولى!، إنما يقبلون من تلك العصور الثلاثة بعض الأشخاص الذين يعارضون العقل والنظر وعلم الكلام والفلسفة ويقفون ضد النهج الباطني، فهؤلاء هم من يتم قبولهم فقط. ومفهوم "السلف" عند "الأجيال السابقة" يختلف تماما عن مفهوم "السلفي" الذي يتم تقديسه عند هؤلاء. وإن عملية اختزال أجيال السلف السابقة في فئة واعتبارها ممثلة لمفهوم السلف أو ممثلة للفكر الإسلامي واستثناء أهل الرأي والعقل من الأحناف والمعتزلة واستثناء المرجئة وأئمة الشيعة فإن هذا المفهوم في تحليل مسار التاريخ يعتبر من المفارقات الخطيرة في تحديد الماضي.  والسلفية ليست اسماً ثانياً في الوسط السياسي والإعتقادي لأهل السنة، ولا هو مصطلح مختص بفرقة أخرى دون غيرها، فعلى العكس من ذلك نجد أن الشهرستاني يذكر وجود  السلفية في الوسط الشيعي أيضاً حيث يذكر أن فيهم جماعة من أهل الأخبار وهم من حيث الفكر يشبهون منهج السلفية في اعتماد الأخبار، ممن يطلق عليهم (أهل الأثر،الاخبارية أو أهل الحديث). [1]والسلفية في الأوساط (السنية- الوهابية) تمثل في عصرنا تلك العقلية السطحية المنعكسة من المنهج التقليدي و الانفعالي. لهذا السبب ، نعتقد أن المفهوم الأنسب من الأكثر اعتدالًا إلى الأكثر عنفًا ، للذين يقومون بالتفسيرات الشرعية للدين هو مفهوم "الظاهربية-التقليدي" أو "المحافظين-التقليديين".  لأنهم يمجدون التقاليد (السنة، والأثر) ، التي لها دلالات تاريخية واجتماعية وسياسية وبيانات اعتمادية ودينية وثقافية ، متراكمة ومقلدة ، وتحافظ على المعنى اللفظي أو تطبيق الشكل (الظاهر، المحافظ) للخارج.  يمكن فقط تسمية التيارات العنيفة المتطرفة / الصارمة التقليدية أو المتطرفة / المتشددة المحافظة ، في حين أن أكثر المعتدلين يمكن أن يسمى التقليدي المعتدل أو المحافظ.
بعض الدراسات الحديثة التي تتناول مفهوم السلفية ، والتي بدأت تستخدم في نهاية القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين ، تجد صعوبة في تحديد من ولمن ، وبأي معنى ، ومتى ولماذا استخدم هذا المفهوم لأول مرة في الثقافة الإسلامية. وبدلاً من ذلك نجدهم يحاولون تحديد هذا المفهوم بناءً على الأبحاث الغربية، حتى أن بعض الباحثين من دون أن يعتمد على أي من المصادر التاريخية القديمة يصورون لنا باعتبارهم أن السلفية ظهرت أولاً كمذهب أو أنها امتداد لأنصار الحديث. وسواء في هذا الموضوع أو في غيره من المسائل التي تناقش في علم الكلام نجد أن هؤلاء الباحثين يتعمدون الإشارة إلى المصادر الحديثة للباحثين الغربيين على حسب إطارهم المفاهيمي دون الرجوع إلى المصادر الإسلامية القديمة.
ظهرت كلمة السلفية بدون مقابلتها مع المجتمع بأسباب سياسية ودينية إلا أن أول استخدام لهذا النهج من حيث الإصطلاح نجده في كتب ابن تيمية حيث أنه في العديد من المواضع يذكر بعض المصطلحات مثل (من الطريقة السلفية/ من المنهج السلفي)، وإن علاقة هذا الإستخدام لمصطلح السلفية فيما يستخدم في عصرنا كأيدلوجية سياسية تعتبر مسألة في محل جدل.
إن المنهج المعتمد عند ابن تيمية يدور حول العصور الثلاثة الأولى (السلف) وعلماء هذه القرون عرفوا عنده باسم (المتقدمون). وبوجهة نظره اعتبر أنه من أجل إحياء الفكر الديني لابد من العودة إلى أفكار ومعتقدات وأسلوب حياة أصحاب هذه العصور الثلاثة.  فطريقة حياة السلف تمثل طريقة الإسلام وكذلك تمثل طريقة حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. لهذا السبب كان ينتقد المشاكل الفلسفية والكلامية بطريقة اصطلح عليها الطريقة النبوية والسلفية،[2] أو أنه ينتقد بآراء الأجيال السابقة بما يعرف بالآثار السلفية. [3]وكان يرى أن صحيح العقل لا يخالف صحيح النقل وصحيح النقل عنده هو الطريقة السلفية. [4]واعتبر أن الطريقة السلفية والمنهج السلفي هي من أصلح الطرق ومثالاً يقتدى به. [5]وقد استخدم ابن تيمية مصطلح "الآثار السلفية"[6] في بعض كتبه وقد اعتبر هذه الآثار مصدراً للمعلومات التي يجب أن تؤخذ كأساس لتحديد الأدلة الواضحة على مستوى "النصوص النبوية"، "والأحكام الشرعية" ، " والأدلة العقلية"[7]. ومثالاً على ذلك ما يراه ابن تيمية في ان معرفة الله تكون على الكيفية التي عرَّف الله بها نفسه لنبييه وبالطريقة التي فهم النبي بها عن الله تعالى، وكذلك اتباع ما فهمه الصحابة (السابقون الأولون)، للقرآن الكريم والحديث النبوي دون الخروج إلى الطرق الأخرى كالتأويل والمجاز في قبول أن الله "نور" وغيرها من المسميات، وهكذا تم اتباع هذه الطريقة التي تم تشريعها وتسمية من اتبعها وأخذ بآرائها بالسلفي وصار رأيها هو رأي السلفية (مذهب السلفية).[8]
لا ينفي ابن تيمة أي صفة من صفات الله تعالى ويقبلها جميعاً ويصف بأن ذلك رأي السلفية (قول السلفية)[9] ومع ذلك فإنه أثناء مناقشته لهذه المسألة يحللها على رأي مذهب الحنابلة مثل القاضي أبو يعلى، وابن عقيل. ومع ذلك لا يعتبر ابن تيمية بأن هؤلاء سلفية، وكلمة السلفية تذكر عنده لأشخاص مجهولة فلا نعرف من الذي يقصدهم بكلمة السلفية، وعند ذكره لهؤلاء لا يفصح عنهم إلا أنه عند ذكره للحنابلة يذكر الأشخاص ويعرفنا بهم.[10] 
ومثل ما تم فهمه أيضاً من الأمثلة أعلاه، فإن ابن تيمية لم يستخدم كلمة "السلفية"  -"التي وجدت مع غايات اعتقادية وسياسية"- على أنها محددة لجماعة ما، وبدلاً من ذلك استخدم ما جاء في آثار الأجيال السابقة (أثر/ ورواية/ وسنة) بطريقة أو وجهة نظر خاصة بهم كصفة نوعية، لذلك فإن "السلف أو السلفية" عند وصفها بكلمة "المنهج" سيطلق عليها "المنهج السلفي" بصيغة التذكير، أما إن وصفت إلى "الآثار" و "الطريقة" تكون عندها مؤنثة فيطلق عليها "الآثار السلفية" و "الطريقة السلفية" ولا يوجد من هؤلاء من اصطلح عليهم أنهم جماعة إعتقادية أو سياسية كما هو الحال عند المعتزلة، والشيعة، والمرجئة. وبقدر ما أمكننا تحديده، فإن استثنينا بعض الإستخدامات، فإن ابن تيمية ذكر في آثاره أن "السلفية" على مستوى الفقه على المذهب الحنبلي، وعلى مستوى الإعتقاد والسياسة اعتبروا من جماعة أصحاب الحديث، يعني أنه لم يستخدم "السلفية" في كتبه على أنها فرقة أو مذهب مستقل بهذا الإسم. السلفية الكلمة التي تثير المجتمع يتم استخدام اسم الجماعة التي تتبنى طريقة فهم وجهة النظر أو النصوص ذات الصلة إلى فهم بعض الأسماء والصفات المنسوبة إلى الله تعالى، مثل "الجسم" ، و "اليد".  كان الخطابي (د. 388/998) [11]واحدا من العلماء الشافعيين (الإمام) وأبو بكر الخطيب (د. 463/1071) والبعض الآخر يقول أن "رأي السلف (مذهب السلف ) هو العودة للأحاديث والآيات المتعلقة بالصفات ومعانيها وفهمهم وفقا لخصائصها بغض النظر عن وضعهم ومن دون الوقوع في التشبيه. [12] من المثير للاهتمام أن ابن تيمة يستند لمثل هذا التصور السلف (السلفية) على علماء الشافعيين بدلاً من علماء الحنابلة وترتبط هذه الاستخدامات بالطريقة التي يفهم بها علماء معية من الأجيال الثلاثة الأولى الصفات الإخبارية. ولا توجد حتى الآن طائفة دينية وسياسية تجتمع حول نفس وجهات النظر الكلامي باستثناء الحنبلية.
أعطى ابن تيمية الطائفة الظاهرية و"السلفية" نفس المعنى (مذهب السلف) ويهدف إلى نقل آراء يتبناها أصحاب الحديث والحنابلة على هذا الموضوع في الفترة الأولى دون تمييز بسبب المعتقد السياسي أو الفقهي. إن ابن تيمية نفسه ملتزم بنزعة الحنبلية في الفقه وبمذهب أصحاب الحديث في العقيدة. ولم يكن ممثلو هذه الحركة محصورون في أصحاب الحديث والحنابلة وأصحاب أحمد ابن حنبل بل يوجد الكثير من علماء الشافعية والمالكية وغيرهم ممن يتبع هذا الإتجاه.
ويربط بعض الباحثين الذين يتأثرون بكتابات السلفيين السلفية مع أصحاب الحديث ويقبلون ذلك بوصفه استمرارا لها ولم يصل أي هيكل ديني اجتماعي إلى شكله منذ ولادته إلى يومنا هذا وهناك الكثير من نقاط الفصل كما هناك نقاط مشتركة بين الاثنين لكن لا أصحاب الحديث هم السلفية ولا السلفية هم أصحاب الحديث ومن الخطأ أن نظهر (أهل الأثر) أو (أصحاب الحديث) أنهم سلفية لأن السلفية إيديولوجية دينية سياسية حديثة تمثل عقلانية الظاهرية-التقليدية تحاول تشكيل العالم بأسره بأبعاد سياسية واجتماعية ودينية واقتصادية. وإيديولوجية السلفية التي تنتشر في الأوساط السنية والوهابية السعودية قد دعمتها جهات فاعلة وجزء من القومية العربية، والتدين، غير أن السلفية ظاهرة تتجاوز الحنفية والوهابية. ليس كل حنبلي سلفي فهناك سلفي شافعي، ومالكي ، وأشعري، وحتى من الأحناف يوجد سلفيون، وبصرف النظر عن انتماءاتهم الطائفية فإن السلفيين لديهم آراء مختلفة بشأن العديد من القضايا من الحداثة إلى الشريعة. ولا توجد سلفية أحدية الأبعاد ولكن هناك أكثر من سلفية واحدة ومن بين المظاهر السلفية إن الحركة التي تنعكس فيها حسة العربية على أعلى مستوى هي الوهابية ويتضح ان تتأثرت السلفية من الحنبلية، الذين بدأوا بأحمد بن حنبل وأصبحوا فيما بعد طائفة ومذهب كالبربهاري (329/940-41)، وابن تيمية، وابن القيم (751/1350)، ومحمد بن عبد الوهاب (1206/1792). أصبحوا جاهزين للتأثر و السلفية هي نتاج الوهابية  التي  نشئت من البيئة الحنبلية وبهذا المعنى فإن الحركة السلفية تحمل النزعات المتطرفة والراديكالية التي ظهرت بين الحنابلة . غير أن السلفية ليست ظاهرة بسيطة تقتصر على الحنبلية. إن السلفية إيديولوجية دينية سياسية حديثة. أما السلفية اليوم فإنها من الخطأ أن تبدأ بـ (أحمد بن حنبل) و (أصحاب الحديث) وتنتهي مع (الوهابيين) لأن مفهومي السلف والسلفية مختلفان من حيث المعنى ومن حيث الهيكل الاجتماعي المشار إليه. ولكل طائفة أسلافها من حيث الرواد. ومن ناحية أخرى ، هناك أفراد أو جماعات داخل كل طائفة ممن أصبحوا سلفيين. لذلك لا يوجد مكان لأبي حنيفة (150/767) وحسن البصري (110/728) في فهم السلف للسلفيين. ولكنهم من الجيل السابق. فالسلفية اليوم هي إيديولوجية على الرغم من وجود علاقة خلفية فكرية مع دعاة التقاليد والاثار في الوتيرة التاريخية فإن السلفية وهي ظاهرة معاصرة ،ليست أسم إحدى الجماعات الإسلامية الموجودة في الماضي وليست امتداداً لأحدى تلك الجماعات.
ولا يعتبر أبو حنيفة من أهل السلف بسبب آرائه مثل إعجابه بالعقل والرأي ، وفصله بين الايمان والأعمال، وفصله بين الدين والشريعة، وفصله بين الديانة والسياسة وقد كتب السلفيون العديد من الأعمال التي جمعت بين الروايات والانتقادات التي تشوه سمعته. فأبو حنيفة لا يقدس عصر الصحابة والتابعبن وتابع التابعين كما يفعله هؤلاء
. ووفقاً له ، إذا أعرب الصحابة عن رأيين مختلفين بشأن نفس الموضوع ، فإننا أحرار في اتخاذ رأي واحد منهما.  وبطبيعة الحال ، طرح الجيل الذي يليه أكثر من رأي واحد بشأن العديد من المسائل. فليس لدينا أي إلتزام بتقليدهم أو أخذهم إلى أحدهم، إنهم رجال ونحن رجال ونحن أحرار في أخذ أحد وجهات نظرهم أو لا.  ونحن ، مثلهم ، لدينا الحق في طرح آراء جديدة. تعرض الروايات التي ينقلونها من النبي علي القرآن والعقل. وإذا كان متفقاً مع ذلك ، فإنه مقبول ، وإذا لم يكن كذلك ، فإنه مرفوض و مردود. ولا نقبل الأحاديث التي تعارض القرآن الكريم مما يرد في مرتكبي الكبائر كالزنا والسرقة وما شابهها من ذنوب. والدوائر السلفية اليوم تحظر قراءة كتاب"العالم والمتعلم" المنسوب لأبي حنيفة. لأنه حسب رأيهم فإن أبا حنيفة ليس من أهل السنة  وحتى نظر البعض منهم فإنهم يرونه مبتدع ومنحرفون ولذلك لا يذكر اسمه في بعض كتب الحديث بل يشار إليه باسم "بعضهم قال"  وتشمل السلفية أبي حنيفة في الجيل السلفي عن طريق صنع التقية بحيث يمكن أن تنتشر في دوائر الحنفية اليوم. هذا تكتيك في البداية يحاولون تمهيد الطريق للتوسع السلفي عن طريق القيام بذلك. في الواقع هناك عداء بينهم وبين أبي حنيفة في الفترة الكلاسيكية وتم تشكيل تقليد الرفض باسم "كتاب الإيمان" لمعارضة التمييز بين الأعمال والايمان ووفقا لأبي حنيفة فإن في كل اللغة مجاز عند أبي حنيفة ولا مفر من التأويل ولا يوجد مكان لـ (التكفير) حيث يوجد (التأويل) والسلفيون يخالفون ذلك.
إن أكبر دعم لمفهوم ابن تيمية التقليدي-الظاهري جاء من محمد بن عبد الوهاب. أثّر ابن عبد الوهاب، الذي عاش في المراحل الأولى من عملية الانهيار العثماني، على القبائل العربية التي تنتمي إلى الطائفة الحنبلية في عهدته وأصبح نتيجة اتفاق مع محمد بن سعود في منتصف القرن الثامن عشر من الهجرة، فتمكنوا من إقامة الدولة ، وسلط الوهابيون في هذه العملية التي تشكل آرائهم  في البداية ضد تقديس الشيوخ الصوفية والأئمة الشيعة  ولكن بعد ذلك قد أصبحت دولة. وتستند الوهابية أساساً إلى فهم الدين  من الخوارج، و من أصحاب الحديث التقليديين، ومن الظاهريين والحنبليين ، لا سيما من أراء ابن تيمية وابن القييم الجوزي. وهم لم يقبلوا اسم (الوهابي) واستخدموا اسم موحدون (الموحدون) وتحولت  السلفية إلى أيديولوجية دينية سياسية يشار إليها باسم السلفية، التي تجاوزت الحنبلية والوهابية والعرب بمساهمات من رشيد رضا. وكان في قلب هذه الأيديولوجية إعادة تأسيس الخلافة ومكافحة القيم الانساسية، ولا سيما العلمانية والديمقراطية وما إلى ذلك. والسلفية منذ الثلاثينات تم توليفها مع الإسلام السياسي على يد طاهر الجزائري، وجمال الدين القاسمي، ومحي الدين الخطيب، وحسن البنا، وسيد قطب، النبهاني، والمودودي وغيرهم،. ليصبح ذلك المفهوم شاملاً لجميع الإتجاهات تحت مظلة واحدة.
ومن بين المدافعين الاكثر نفوذا عن السلفية والذين ظهروا باعتبارهم انعكاسا للفهم التقليدي عبد الرحمن ناصر السعدي (1956) محمد الأمين الشنقيطي (1393/1974)   عبد العزيز بن باز (1912-1999) محمد نصر الدين الألباني (1914-1999) محمد بن صالح العثيمين (1926-2001)  صفي الرحمن المباركفوري (2006) صالح الفوزان ، ربيع بن هادي المدخالي ،مقبل بن هادي الوادعي (1422-2001) رئيس حزب النور السلفي المصري ياسر البرهامي وآخرون وفي كتب هذه الشخصيات نجدهم من منطلق السلفية يجمعون التفسير الديني في إطار التفسير التقليدي- الظاهري," كقراءة النصوص بشكل ظاهري، وعدم انتظامهم مع الحياة، وميلهم لإستخدام القوة في ردود ألافعال البدية وتقديمهم للشدة تحت مسمى الجهاد، وتدينهم الصارم المهتم بالمظاهر الشكلية، وتقديسهم للتجربة الدينية التي عاشتها الأجيال الثلاثة الأولى، والدعوة إلى العودة إلى آثار وسنة السلف، والدعوة إلى الإسلام من خلال الأحاديث، وردهم التأويل في الصفات، وعدم قبولهم المجاز في النصوص، والدفاع بعصبية عن دعاة التشبيه والتجسيم، وبدأ هؤلاء المنزلقون في التشبيه والتجسيم بالإنكار على من يناقش في المسائل المتعلقة بالذات الإلهية من خلال العقل، ووقفوا موقف المعادي لأصحاب الإستدلال العقلي، ورأوا أن علوم الفلسفة وعلم الكلام تلك العلوم التي ظهرت إلى الساحة فيما بعد على أنها من البدع، وحروبهم الفعلية مع البدع، وما أطلقوه من السياسة الشرعية والسياسة الإلهية، وعدم تحملهم الآراء الجديدة والمختلفة، وادعائهم التميُّز وأنهم أصحاب الحق المطلق، وتفردهم وتكفيرهم للفرق الآخرى كالمعتزلة، والشيعة، والمرجئة، وغيرهم من الفرق التي يرونها من الفرق المبتدعة ويتهمونها بالحمق، ورؤيتهم للممارسات الصوفية على أنها شرك وكفر، ورؤيتهم أن حب العرب شعبة من شعب الإيمان، وتمجيدهم للغة العربية ودعوتهم للعروب، وتمجيدهم لابن تيمية وتمجيد أفكاره، وإعجابهم وتولعهم بمحمد بن عبد الوهاب، وتحت مسمى اتباع السلف الصالح يبالغون في دعوتهم (دعايتهم) إلى السلفية (الوهابية)، ورؤيتهم للإسلام كأيديولوجية سياسية؛ كالتكفير؛ وجعل السياسة والخلافة من الدين، وعرض مسألة الخلافة على أنها شكل من أشكال الإسلام؛ ومطالبتهم بإقامة دولة الشريعة؛ وجعلهم العلمانية والديمقراطية ونظام الأحزاب المتعددة والتصويت على أنه شرك وخروج عن الدين؛ ومعاداتهم للعقل والفلسفة، ومعاداتهم للدولة العثمانية ومعاداتهم وتكفيرهم للشيعة و "رافضة إيران".
في العصر الحديث، هناك خلط في المفاهيم في تعريف السلفية في الشرق والغرب. الباحثون لا يزالون غير قادرين على توضيح ما هو هذا المفهوم وتزيد الأحداث الاجتماعية من الاهتمام بالسلفيين أو تقلل من اهتمامهم بها. فقد جاء هذا المفهوم لوصف التطورات في التفكير الديني والسياسي، وخاصة في العالم العربي خلال فترة انهيار الدولة العثمانية ويدع  المستشرقون ألغربيون تحت السلفية، من الذي يدعي إحياء فكرة المبدعين الفكريين والفلسفيين (الحداثيين) والحركات الإسلامية المتطرفة والمسلحة والإسلاميون السياسيون والإصلاحيون الذين يدعون أن لديهم فكرة الإسلام، أي  هم يدعون  في نفس سقف الجماعات المتعارضة التي تستخدم كمفهوم واحد. ولهذا السبب ، فإن قراءة التطورات الفكرية في الفكر الإسلامي الكلاسيكي والفترة الحديثة من خلال هذا المفهوم ستؤدي إلى سوء الحكم. وقد وجدت الوهابية والسلفية في البداية أتباع في دوائر الحنبلية ، ولكن في وقت لاحق أثار الاهتمام بدوائر المالكي والشافعي والأشعري والحنفي . مما أدى إلى صعوبة قراءة الفكر الإسلامي حول هذا المفهوم؟ ومن الصعب أيضاً قراءة الفكر الإسلامي اليوم كما هو اليوم. ونتيجة لهذه المشاكل، لم تتمكن البحوث المعاصرة من تصوير الإطار الثقافي والاجتماعي الذي أعادت فيه السلفية تنوعها والنزعة السلفية كحركة دينية. [13] وقد أظهر لويس ماسينيون وبعض الباحثين الغربيين الآخرين أن السلفيين ، مثل محمد عبد الله وجمال الدين الأفغاني ، الذين لا يعتبرهم السلفيون بمطالبتهم بالإصلاح فيما يتعلق بالفكر الديني ، بأنهم سلفيون. وربما تأثر أزميرلي بهذه وأحصى السلفيين كمجموعة ثالثة ضمن السنة وإنه لخطأ كبير أن يصور الأفغاني وعبده على أنهما سلفيين. لأن تفسير الدين بينهم عقلاني ومناقض لتفسير السلفية. وعلاوة على ذلك فإن التفسيرات الحداثية لهاتين الفئتين، واهتمامهما بالفلسفة والكلام، تحول دون اعتبارهما سلفيين. وقد استخدمت السلفية لتشمل الإسلاميين والسنيين والإصلاحيين خلال الفترات التي كانت مرتبطة بالإسلام السياسي أما السلفية ، التي يتناولها مقال منفصل في موسوعات أخرى ، فتتناولها أهل السنة في الموسوعة الإسلامية لوقف الديانة التركية. وقد شكل هذا النهج بتأثير مؤلفات "الكلام" في الفترة الجمهورية. وقد عارض مؤرخو الطوائف هذا النهج. وباختصار فإن السلفية إيديولوجية دينية سياسية تدعو إلى فكرة تعزيز التقاليد الدينية في القرون الثلاثة الأولى وإرساء المستقبل ولهذا السبب، تشير السلفية إلى المجتمعات والجهات الفاعلة ذات النزعات السلفية في البلدان العربية، نظراً للجغرافيا التي ظهرت فيها وتنوعت. إن منبع إلهام ما يوصف بأنه مجتمعات سلفية في مناطق جغرافية أخرى من العالم الإسلامي هو الجو السلفي في العالم العربي .
هويته السلفية وخطابه هما انعكاس مختلف للخطاب التقليدي المحافظ أو العقلانية التقليدية الظاهرية، التي تظهر طرقاً مختلفة بين المسلمين منذ الفترة الأولى وهو يتغذى على القيم السياسية والاجتماعية والثقافية للعرب التي تعود إلى ما قبل الإسلام كما أصبح رمزا لنضال المسلمين في الغرب الذين يعانون من أزمة هوية  ويتعرضون للإذلال والمعاملة على أنهم من الدرجة الثانية. وهو أيضا تعبير عن رد فعل المسلمين في بعض الدوائر ضد العقلية الغربية التي تسبب الفساد الأخلاقي اليوم. ويمكن الإشارة إلى هذا المفهوم والإيديولوجية الدينية السياسية التي يشير إليها في دلالات أخرى للدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية في العصر الحديث. وبالإضافة إلى ذلك في بعض الدوائر السلفية أصبحت رجعية اللغة السياسية الأيديولوجية الإسلامية ، ينظر إليها كعلاج للأنسانية التي هي ضحية ذهول في قبضة الاشتراكية والرأسمالية. والسلفية ليست حنبلية في كل مكان، ففي روسيا والقوقاز وأفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، على سبيل المثال، يقولون: "نحن سلفيون"  لكنهم أحناف! لذلك فإن السلفية لها بنية معقدة ترى في بعض الأماكن أن الطوائف متجانسة مع بعضها. بل إن البعض ينظر إليها على أنها تجديد للحداثة والفكر الديني. وبهذا المعنى فإن محمد عبد الله (1323/1905) وجمال الدين الأفغاني(1314/1897) يعتبران أيضاً سلفيين. ومع ذلك، على الرغم من أن رشيد رضا (1354/1935) قد يُنظر إليه في مصر على أنه أول رسول أو ممثل للسلفيين في مصر، إلا أنه لا يمكن تصويرهم على أنهم سلفيون لمحمد عبد الله وجمال الدين أفغاني. لأنهم أشخاص معروفون بمبرراتهم ونقدهم للسلفيين الذين يحاولون استعادة سمعتهم في فكرة الإسلام من خلال المعتزلة والفلاسفة الإسلاميين وعلاوة على ذلك فقد نشروا بعض الأعمال الفلسفية التي يعتبرها السلفيون "بدعة" و "شرك" و "كفر".
كما يصف المستشرقون الغربيون السلفية بأنها أصولية إسلامية. ومع ذلك على الرغم من أن السلفيين يشبهون الأصوليين الذين ظهروا في الثقافة المسيحية في بعض النقاط  فهي مختلفة تماماً عن الأجيال الثلاثة الأولى عندما يتعلق الأمر إلى طريقة حياة. حقيقة أن السلفية هي "سياسية أيديولوجية" دينية في الماضي لتأسيس المستقبل. ويتم تقديم السلفية كحركة تدعو إلى الحرية في التفكير الديني وترفض التقليد في بعض الأوساط السلفية. وعلى الرغم من أن السلفية تستخدم على ما يبدو لغة تحررية ضد الطائفية، إلا أنها توصل أولئك المحررين من تساؤلات الطوائف الأخرى إلى ذوق أنصار الحديث ونصوص الحنبلية ونصوص الخطاب الحنبلي. وهذا يوضح أن الممثلين الحقيقيين للسلفية ليسوا مبتكرين وعقلانيين. اليوم تظهر الأبحاث حول النظام القضائي السعودي، راعي الفكر السلفي أن 90% منهم أقروا في القانون على أساس الحنبلية.
 إن مسألة كيفية انتشار السلفية كأيديولوجية دينية سياسية على نطاق عالمي مهملة في الدراسات حول هذه القضية. حيث تبدأ أصولهم التاريخية وهي موضوع منفصل للمناقشة، مع ذلك فإن إظهار أحمد ابن حنبل كأول مثال ناقل للفكرة لا يحل المشكلة. كان هذا المثال رد فعل على السياسة الداخلية بين المسلمين. ابن تيمية المعروف بتقليد أحمد بن حنبل لم يتبع موقفه السياسي بالضبط لذا بينما يحاول أحمد بن حنبل مقاومة الممارسات غير العادلة للسياسة الداخلية يتحدث ابن تيمية عن السياسة الإلهية والسياسة التشريعية من خلال ربط السلطة في السياسة والإرادة الإلهية لأول مرة كتب ابن تيمية كتابًا لاحقًا بعنوان "السياسة الإلهية" والذي سيطلق عليه لاحقًا اسم "السياسة الشرعية" الطبعة الأولى التي طبعت في مصر ثم طبعت على أنها السياسة الشرعية. ومن ناحية أخرى فإن اعتبار أصحاب الحديث أن الأعمال تشكل جزءا من الإيمان، فإنها أصبحت جزءا من التوحيد عند الوهابية. وهذا التغيير والتمايز على المحك أيضاً بالنسبة للسلفية وهي ظاهرة حديثة تقوم على أنصار الحديث وتقليد الحنابلة من هذا المنطلق وعلى الرغم من أن السلفية لديها المزيد من الإشارات إلى أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، إلا أن الخوض في الغرب والعالم الإسلامي هو تقليد سيء لعقلية هذه الشخصيات أو فإنه يدل على أنه لا يوجد تكرار وانعكاس للعقلية السلفية الحديثة وهي ظاهرة حديثة باختصار ومختلفة عن الأفراد المذكورين والمظاهر التاريخية من حولهم.
والعقليات الفعالة في فكرة الإسلام تتجلى بأشكال مختلفة حسب الظروف الاجتماعية والسياسية والفكرية ومواقف المتحاورين وفي هذا السياق كانت العقلية الظاهرية التقليدية فعالة في البداية في الفهم الديني للغرباء في السياسة الأموية وأنصار الحديث في أواخر سنوات الأمويين وبداية العباسيين كانت العقلية الظاهرية والحنبلية في ذروتها حتى الفترة العباسية الثانية، حيث شكلت على الغرب خطراً وظهر السلفيون ضد العلمانية وخطاب الديمقراطية.
 في هذه العملية بعد ضم السلفية التي تضفي الطابع العالمي على حل جميع أنواع المشاكل من خلال رؤية الأجيال الثلاثة الأولى في فهم السلفية والممارسات الإسلامية. وظهر في نهاية القرن التاسع عشر بعد إلغاء الخلافة في النصف الأول من القرن أصبحت "الأيديولوجية الدينية والسياسية" للعرب. ولا تزال السلفية مصدراً لتغذية العديد من الحركات الإسلامية من المعتدلة إلى المتعصبة وكل ذلك لإظهار السلفية استمرار أعلى لفصائل الفترات المبكرة أو حتى قراءة حالة السلفية من نهاية إلى نهاية لإفساح المجال لها في التاريخ مع نفس الاسم وليس من الصواب ربطها بفترة ما بعد النبي صلى الله عليه وسلم فالسلفية التي برزت في عصرنا الحديث وتأثرت بحركات الماضي مثل الخوارج ، والظاهريين ، وأصحاب الحديث ، والحنابلة ويمكن على الأقل أن تكون انعكاساً جديداً أصوليا لعقلية الظاهري التقليدي، لذلك ومن أجل فهم هذه الظاهرة، التي حظيت باهتمام أكبر ودعم الدولة في الدوائر الحنبلة والشافعية والمالكية في العالم العربي بشكل عام فإن المراحل التي مرت بها منذ نشأتها وفهم التاريخ الاجتماعي وعمليات التدقيق التاريخي ينبغي تحليل هذا التيار وفقاً للمراحل التي مرت بها منذ تأسيسها.
إن فهم ظاهرة أهل السنة من خلال التأثر بأدب الحركات السلفية المعاصرة يجلب العديد من المشاكل ومن المفيد دراسة كل حركة دينية عن طريق مراعاة التفرقة الدورية والجغرافية والاجتماعية على سبيل المثال في القرون الثلاثة الأولى لم يكن هناك فكر سلفي أو طائفة سلفية أو طريقة سلفية قبلها كان الجميع في تحالف. لذلك ليس من الصحيح علمياً أن نرى القرون الثلاثة الأولى من الفكر الإسلامي كتاريخ للفكر السلفي أو أن نقارن أصحاب الحديث به وفي القرون الأولى من الإسلام  كان هناك أفراد وميول تمثل ميول عقلية ظاهرية وصوفية ، وهناك أكثر من رأي ونهج في كل النواحي وشخصيات وميول ذات أفكار وآراء مختلفة بشأن كل موضوع وبالمثل لم يكن هناك فقط أصحاب الحديث في دوائر السنة بل  كان هناك أيضاً مؤيدون من قبل أبي حنيفة فكروا بشكل مختلف في أمور كثيرة وهذه لا يراها (السلفيون) في السنة اليوم بعد ظهور الوهابيين يقول العديد من الحنابلة بأن الوهابي ليس سلفياً في الواقع هي ظاهرة معاصرة وليست تطورا طبيعياً في تاريخ أهل السنة بل هي تقليد للفهم الحنبلي انعكست بتطورها إلى تطرف وبالتالي فإن السلفيين لا يعتبرون أنفسهم استمراراً أو توسعاً لعقيدتي أهل السنة الرئيسيتين، المعروفتين باسم الماتريدية والأشعرية، أو من مدارس الفقه غير الحنبلية والواقع أنهم يتهمونهم بالخطأ أو الانحراف في بعض المسائل.
 والسلفية هي نتاج كساد الهوية الذي يعاني منه المسلمون اليوم في مواجهة الغرب وتغيير الحياة. إن الأجيال الجديدة التي كرست الحياة الدينية في الفترات الأولى وتعلمت بها الدين الفاضل ترى تناقضاً خطيراً بين الحياة التي عاشوا فيها وحياتهم وعندما تواجه مشاكل كبيرة في التوفيق بين الحياة التي لا تزال تتدفق بطريقة مختلفة تماماً وغير قادرة على تأسيس طريقة جديدة فيها فإنها تنظر فيها بوصفها الجهاد والذي يعتبر القوة في المجتمعات التي يعيشون فيها بالعودة إلى طريقة حياة (الآثار والسنة) من أول ثلاثة أجيال بالقوة وأسفر ذلك عن مولد فهم ينازع ويتشاجر باستمرار مع الحياة الحديثة وهذا التفاهم الذي يكرس التقاليد ويحمل الأجيال الثلاثة الأولى هو أيضاً فهم رجعي إزاء القيم الإنسانية فهمهم للإسلام هو تماماً في ذرة السيطرة أو التغيير القسري لما يظهر كما أنها تتعارض مع القيم الإنسانية مثل الديمقراطية والعلمانية ونظام التعددية الحزبية والانتخابات التي اتخذت من الغرب في نقل السلطة السياسية في المجتمعات الإسلامية واستناداً إلى حقيقة أنهم ليسوا في الأجيال الثلاثة الأولى فإنهم يعتبرونها بدعة أو شركاً أو كفراً وكل ما هو ليس من السنة والأثر فهو بدعة وشرك. والدين والسياسة لا ينفصلان، والسياسة جزء من رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والنبوة هي أساس الخلافة الأسلامية. ومع ذلك ، في فهم أبو حنيفة وفهم الماتريدي: الخليفة هو اختيار المسلمين. والسياسة ليست تحت سلطة الأنبياء، وأن الأنبياء تحت سلطة الدين، والمهم في السياسة هو قيادة المجتمع وتقديم طلباتهم للحصول على الكفاءة والجدارة ورأي الخبراء. و"الأئمة ليسوا بالضرورة أن يكونوا من  قريش" كما دافع رضا الدين فخرالدين ، وهو أحد أسياد الفترة الماضية، دافع عن هذه الآراء وفتحها، موضحاً أن الخلافة مؤسسة سياسية وقانونية وليست مؤسسة دينية:
"من هذه الكلمات، يجب ألا يكون اختيار الأئمة والخلفاء من الطوائف الدينية وشؤون الأسرة بل من الشؤون الداخلية والسياسية. ومن المفهوم أنه ليس عملاً دينياً بل عملاً سياسياً، لأن الصحابة حاولوا انتخاب خليفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واعتبروه أكثر أهمية من أي شيء آخر. لأن الشريعة تعطي الناس مهلة في الأوامر الدينية وتسمح لهم ببعض الوقت للتصرف وفقاً لحالتهم ولكن في العالم يبدو أن الشؤون السياسية والاجتماعية لا يمكن تأخيرها قليلا. وبما أنه عمل اجتماعي وسياسي من المرجح أن يكون سبباً كبيراً للاضطهاد، فقد أجبر الصحابة على اختيار الخليفة قبل دفن الرسول صلى الله عليه وسلم إلزامياً. (...) وليس من الضروري أن يكون الخليفة هو الرئيس الديني للمسلمين، ومن واجبه تنفيذ العديد من الشؤون الدينية، وليس من الضروري أن يكون دينياً.
 "إن جوهر الكلمة هو أنه بما أن اختيار الخليفة والإمام ليس واجباً دينياً ، فلم تصدر الشريعة أمراً للأمة بشأن هذه المسألة ولم تفرض أي التزام. بل على العكس من ذلك ، يفهم من معاملة النبي (صلى الله عليه وسلم) أن هذه المهمة تركت للأمة مباشرة. وليس من عادة القرآن إصدار أوامر فيما يتعلق بالشؤون السياسية والاجتماعية والطبيعية أيضاً. على الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أوامر في بعض الشؤون الاجتماعية والسياسية، هذا من حيث الرحمة والتوجيه وليست أوامر بدافع ديني. بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فهمت الأمة الدين الأجتماعي الذي وقع عليها وتم اختيار أربعة خلفاء للأمامة والخلافة وهؤلاء الخلفاء هم حق شرعي يتم اختيارهم من قبل أولي الأمر، فهؤلاء الخلفاء هم حق وخلفاء شرعين، ولكن إنكار الخلفاء الراشدين ليس تجديفاً، بل هو غباء، وهو مسألة إخبار ويجب أن تعتبر حماقة لأنه ينكر ذلك. [14]
 على الرغم من ذلك نحن نواجه سلفيين مختلفين عن بعضهم البعض من وجهات النظر والأنشطة والأساليب والتشكيلات. والتنظيم السعودي السياسي هو المدخل السري لطالبان وتنظيم القاعدة وجماعة الشباب وداعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) وهلم جرا. على سبيل المثال، هناك دوائر تقف ضد الأحكام الخارجية عن طريق خطاب التكفير واستخدام العنف وإتباع الحديث من حيث تمجيد الأجيال الثلاثة الأولى وآثارهم (السنة والأثر) وفهم ما هو واضح وفقاً للظاهريين ومعارضة المبتدعين والشيعة والصوفية. . ولكن أهم مصادر التغذية في التفسير الدين الظاهري السلفي على المستوى الفردي أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب ومحمد نصرالدين الالباني ومحمد بن صالح العثيمين وصفي الرحمن مباركفوري وصالح الفوزان وربيع بن هادي المدخالي ومقبل بن هادي الوادعي وياسر البرهامي. إن النظام الذي شوهد في مظاهر التفاهم الظاهري التقليدي في الماضي لا يرى في التيارات السلفية اليوم والجماعات السلفية شبيهة بالفصائل الخارجية من حيث تقسيم التطرف والعنف واللجوء إليهما في مواجهة الأحداث. إن السلفيين يريدون المساهمة في إنشاء الحضارة الإسلامية وسيكون من المفيد لهم أن يتبعوا الثقافة الدينية والنظرة إلى العالم وأن يدخلوا في عملية مواجهة أكثر صحة بدلاً من التعارض مع تراكم الإنسانية.
ونتيجة لذلك فإن خطاب الدين الذي هو انعكاس للعقلية التقليدية المحافظة في الفكر الإسلامي تجلى بطرق مختلفة في القرون الأولى عند أصحاب الحديث والحنابلة وبعدها ابن تيمية أظهرها بشكل مختلف وفي يومنا هذا أظهرت الوهابية نفسها بين الحنبليين المتطرفين وتطور هذا الفهم الظاهري الذي يبرز بمعاداة الشيعة والصوفية إلى أيديولوجية سياسية أوسع بكثير تتجاوز الحنبيلية. لذلك فإن السلفية هي ظاهرة حديثة، ومن الأدق النظر إليها على أنها "أيديولوجية الإسلام السياسي"، التي بدأت تظهر اليوم وليس من الصواب تشويه السلفية، أو اعتبارها طائفية أو قبولها كطائفة كما يتصورها البعض.

[1] Bkz. Ebû'l-Feth Taceddin Muhammed b. Abdülkerîm eş-Şehristânî (548/1153), Milel ve Nihal, çev. Mustafa Öz, Litera Yayıncılık, İstanbul 2008, I, 150.

[2] انظر مثال ذلك في مجموع الفتاوى لابن تيمية ، بيروت 1398 ، XII،  188.

[3] ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، XVII، 25.

[4]ابن تيمية ، مجموع الفتاوى،  V،  28؛ XII ، 309.

[5] ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، X ، 62 ، 99.

[6] ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، XII، 309.

[7] ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، VII، 35.

[8]  ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، V، 28؛ VI، 379. استخدم ابن تيمية عبارة "مذهب السلف" في مواضع كثيرة لا يمكن عدها في آثاره. وفيما أشرنا إليه من هذا الأثر فقط وردت عبارة:" قول السلفية" في V، 51, وكذلك وردت عبارة:" مذهب السلفية" في VI، 379. لكن ما ورد هنا يحتمل وبقوة أنه ورد تصحيفاً. فإن الصحيح في هذه العبارة ليست كلمة" السلفية" إنما الإحتمال الأكبر أن هذه الكلمة هي:"السلف" وقد تم تصحيفها من قبل المستنسخ. أما القناعة التي نحن عليها فسنبينها في هذين المثالين أو المقطعين :  فإن ابن تيمية استخدم كلمة السلفية ولم يرد بها مذهباً، أو مشرباً، أو كاسمٍ لفرقةٍ، إنما ذكرها كما ذكر كلمة "الصوفية" والصوفية ليست مذهباً. إنما استخدم فقط مصطلح :"الطريقة السلفية" وهي طريقة تعود إلى السلف من حيث المنهج والصفة. كما أنه يستخدم مصطلح :"مذهب الصوفية" ومذهب الحنفية".  (راجع: ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، V، 529)، وكذلك يستخدم مصطلح :"مذهب الجهمية" و "مذهب الصفاتية" (راجع: ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، VI، 15). لكن على الرغم من الإحتمال القوي في ورود مصطلح السلفية تصحيفاً في هذين الموضعين إلا أنه فيما عداهما لم ترد كلمة السلفية في أي موضع على أنها فرقة أو جماعة.

[9] ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، VI، 51.

[10] ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، VI، 54.

[11] الخطابي عالم له مقالات في العقيدة وعلم الكلام. قام بالتأويل والتعليق على بعض الأحاديث لحماية عقيدة أهل السنة من الأفكار الخاطئة للمشبهة والمجسمة، وكذلك رداً على ما قام به المعتزلة من نشر بعض الشبه المتعلقة في بعض الأحاديث، ولكون المعتزلة كانوا خصوماً لأصحاب الحديث واعتبارهم أن أصحاب الحديث يقبلون المسائل الإعتقادية دون تأويل للنص، فقد عمل الخطابي على تأويل بعض الأحاديث لكي لا يتم التأثر بفكر المعتزلة. (Salih Karacabey, “Hattâbî”, DİA., XVI, 490.)

[12] ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، XXXIII، 102.

[13] Beşîr M. Nâfi, “Selefiliğin Kavram Sorunsalı, Tarihi ve Muhtelif Görünümleri”,  Arap Dünyasında Selefîlik ve Selefî Hareketler,  ed. Beşîr Mûsâ Nâfi’-İzzuddîn Abdu’l-Mevlâ-el-Hevvâs Takiyye, çev. Nurullah Çakmaktaş, Yarın Yayınları, İstanbul 2016, s. 14.

[14] Özalp, Ömer Hakan, “ Rızaeddin b. Fahreddin (1859-1936)”, Tanzimat’tan Günümüze Türk Düşüncesi-Türk Dünyası Düşünür Temsilcileri-, Ed. Süleyman Hayri Bolay, Nobel, Ankara 2015, 7/4671 (7/4648-4679). (Rızaeddin Fahreddin, Dinî ve İçtimaî Meseleler, s. 365-368’den naklen).

  
578 kez okundu

Yorumlar

Henüz yorum yapılmamış. İlk yorumu yapmak için tıklayın
Ziyaret Bilgileri
Aktif Ziyaretçi6
Bugün Toplam171
Toplam Ziyaret978723
Yeni Çıkan Eserler


İnsani ve Ahlaki Değerler
Prof. Dr. Sönmez Kutlu


İmam Maturidi ve Maturidilik
(Özbek Türkçesi)
Prof. Dr. Sönmez Kutlu


 Türk Müslümanlığı Üzerine Yazılar


Güncel Dini- Siyasi Meseleler Üzerine Yazılar



Selefiliğin Fikri Arkaplanı